فوائد زراعة القنب لا تقتصر فقط على الناحية العلاجية، بل يمكن أن يكون أحد أفضل الحلول لمكافحة التغير المناخي الذي اصابت آثاره أغلب البلدان، ارتفاع درجات الحرارة الغير مسبوق صيفاً وانخفاضها الشديد شتاءً وحرائق الغابات و الأعاصير و الجفاف والعديد من نتائج تغير المناخ التي بتنا نحس بها الآن أكثر من أي وقت مضى، تفرض علينا التصرف بسرعة لإنقاذ كوكبنا الذي يعاني من تبعات تصرفات البشر المدمرة.
سبع طرق يمكن أن يساعد بها القنب في إنقاذ العالم
1- زراعة القنب تقلل من التلوث الناجم عن استخدام المبيدات الحشرية
على عكس القطن أو الكتان القنب منيع ضد الآفات والحشرات و يستهلك نصف كمية المبيدات التي يتم رشها عليها. أثرت المبيدات الحشرية على مصادر المياه، مثل الجداول والبحار والبحيرات. و أثرت سلبًا على الحيوانات وعلى البشر الذين يستهلكون تلك المياه الملوثة.
كما تم ربط المبيدات الحشرية بالعديد من الأمراض المختلفة و منها السرطان والتشوهات الخلقية و اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومرض الزهايمر (في شهر مايو 2019 تم تغريم شركة مونسانتو مبلغًا قدره 2 مليار دولار كتعويضات بعد أن وجدت هيئة المحلفين في كاليفورنيا أن المبيد الحشري الذي تنتجه يسبب السرطان).
2- يمكن للقنب إعادة خصوبة التربة
يشتهر القنب بأنه ينمو في مناطق وأنواع مختلفة من التربة، تعمل جذوره العميقة على تثبيت التربة و مقاومة تآكلها. ساق وأوراق نبات القنب مليئة بالعناصر الغذائية والمكملات الغذائية. عندما تتساقط أوراق القنب فوق التربة، تعود هذه العناصر الغذائية إلى الأرض وتساعد على تخصيب التربة لتعطي حصاداً أفضل وغلات أكبر في العام المقبل.
يعرف المزارعون المحترفون أهمية تنويع دورة المحاصيل في كل موسم ، تضمين القنب في هذه الدورات لا يحافظ على التراب غنيًا فحسب ، بل يزيد أيضًا من الناتج الإجمالي للأرض. تعني زراعة القنب أن الأرض والهواء يظلان بصحة جيدة لفترة طويلة قادمة.
3- يستخدم القنب في إنتاج البلاستيك القابل للتحلل
يستخدم الأستراليون وحدهم أكثر من 9.7 مليار كيس بلاستيكي -قابل للاستخدام مرة واحدة- سنويًا ، والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن المواد البلاستيكية قد تستغرق ما يصل إلى 1000 عام لتتحلل تمامًا.
المادة الأساسية في البلاستيك هي السليلوز، الذي يتم إنتاجه من البترول. والجميع يعلم أن البترول الصناعي سام، سواء للبشر أو لكوكب الأرض. ومع ذلك ، فإن القنب هو أفضل مصدر للسليلوز على الكوكب وقابل للتحلل أيضًا، فلماذا لا نستخدم القنب الصديق للبيئة والقابل للتحلل لصنع البلاستيك ما دمنا سنحصل على نفس المنتج في النهاية ؟ بدلاً من حشو مكبات النفايات بالمركبات الاصطناعية السامة، يمكننا ببساطة زراعة القنب واستخدامه في الصناعات و نحن مطمئنون على مستقبل أبنائنا واحفادنا.
4- نبات القنب يمتص المعادن القاتلة
يعتبر الماء والتربة أساس الحياة. تنمو النباتات المسؤولة عن طعامنا وملابسنا ومساكننا على التربة. وقد أدت النفايات التي صنعها الإنسان إلى تلويث التربة في جميع أنحاء العالم، و زادت فينا الأمراض التي يمكننا بسهولة الوقاية منها. ثبت أن القنب يقلل من مستوى المواد السامة في التربة. و ثبت نجاحه في امتصاص المعادن الضارة و الاحتفاظ بها، لدرجة أنه تم ترشيحه لطرد الإشعاعات النووية عند حدوث كارثة انفجار مفاعل فوكوشيما، لكن الحكومة اليابانية تخلت عن هذا الاقتراح لأن زراعة القنب ممنوعة في اليابان. والأكثر إثارة للدهشة، أن نباتات القنب التي نمت في تربة ملوثة بالإشعاعات لا يزال يمكننا الاستفادة منها و استخدامها في الصناعة.
5- القنب هو أفضل وقود حيوي لا ينتهي
تخيل أن هناك مصدرًا آمنًا للوقود يمكن انتاجه محليًا و لا ينضب و قليل التكلفة وسهل الإنتاج ويمكن أن يكون بديلاً آمناً للوقود الأحفوري الذي يرفع حرارة الجو. يمكن انتاج وقود حيوي من بذور والياف القنب وهو فعال بمعدل 97 بالمائة مع أي محرك يعمل بالديزل. يحترق في درجات حرارة منخفضة مقارنة بخيارات الوقود الحيوي الأخرى المتاحة حالياً للبشر. آمن في تخزينه والتعامل معه ونقله و قابل للتحلل. و فوق كل هذا عندما يتم استهلاك القنب في محرك ديزل ، فإنك لن تعاني من رائحة تبخر البترول بل سوف تستمتع برائحة القنب الجميلة. أيضاً سينتهي تحكم الدول النفطية بالدول الأخرى هذا يعني أن البلدان في جميع أنحاء العالم يمكنها زراعة القنب والسيطرة على مخزون الوقود لديها.
6- القنب يقلل من آثار انبعاث الكربون
يمتلك القنب القدرة ليس فقط على تغيير الكوكب ولكن أيضًا على حفظه. يعد القنب أحد المحاصيل النادرة التي تخفض انبعاثات الكربون من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون بسرعة. يقوم القنب بذلك من خلال إجراء يسمى عزل الكربون وحبسه في النباتات. يلتقط كل طن من ناتج القنب حوالي 1.63 طن من الكربون من الهواء ويبقى محتبساً في نبتة القنب. يسحب القنب ويخزن 4 اضعاف كمية الكربون الذي تسحبه وتخزنه الأشجار العادية.
7- القنب يقلل من إزالة الغابات
مع تزايد معدل الاستهلاك والتصنيع ، تتوسع إزالة الغابات في جميع أنحاء العالم بمعدلات مقلقة أعلى من أي وقت مضى في تاريخ الأرض. قدر الباحثون في عام 2017 أن معدل إزالة الغابات سيكلفنا بحجم 48 ملعبًا لكرة القدم كل دقيقة، أي ما يعادل حجم دولة كالبرتغال كل عام. ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة فلن يتبقى خلال المائة عام القادمة غابات مطيرة على الإطلاق، مما سيؤثر بشكل كبير على مناخ الأرض. يبعث القنب بعض الأمل، نظرًا لأنه يمكن أن يحل محل الأشجار بسهولة كمصدر أساسي للمواد الخام للخشب والورق. يمكن للمساحة المزروعة من الأرض بالقنب انتاج كمية أربعة اضعاف من الورق مقارنة بنفس المساحة المزروعة بالأشجار.
و بينما تستغرق الأشجار سنوات طويلة لتنمو يمكن زراعة القنب ومعالجته بسرعة في غضون أشهر. و يعتبر ورق القنب أفضل جودة من الورق المصنوع من الأشجار.
8- القنب وصناعة الملابس
لو قرر منتجوا الخيوط استخدام القنب في صناعة الملابس، فيمكن أن يحل محل القطن الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه والمبيدات الحشرية السامة للنمو، سيخف الضغط على الموارد المائية وستقل كمية التلوث بالمبيدات الحشرية التي اهلكت البيئة ودمرت صحة الانسان. كما أن القنب ينمو بشكل أسرع ويحتاج إلى مساحة أقل للنمو مقارنة بالقطن.
في النهاية لا يمكن القول بأن زراعة القنب ستحل جميع مشاكل البيئة لكنها ستسهم بشكل كبير بحدها والسيطرة عليها، حيث أصبحنا متأكدين من أن القنب يساهم في مكافحة تغير المناخ وتحسين صحة البيئة في مجالات عديدة مثل التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو، إنتاج وقود حيوي بديل عن الوقود الأحفوري و الحد من تدمير الغابات وحماية الأنواع المهددة بالانقراض وإنتاج خامة بديلة عن البلاستيك قابلة للتحلل وصديقة للبيئة.
ويبقي تقنين القنب هو الحل💚💚💚