هل التخنث طفرة؟
التخنث في القنب هي سمة طبيعية، وعلى الرغم من أنها آلية دفاعية مدمجة في الشيفرة الجينية للنبات، إلا أنها سمة نريد كمزارعين تجنبها دائمًا. تطور نباتات القنب الخنثى خصائص جنسية ذكورية وأنثوية معاً، مما يعني أنه بالرغم من وجود براعم مع زهور مكتملة التكوين، ستكون هناك أيضًا أكياس لقاح ذكورية ستلقح بالتأكيد هذه البراعم المزهرة وتملؤها بالبذور. وهذا له ميزة تطورية كبيرة، حيث أن النبات الذي يقوم بالتلقيح الذاتي سيضمن دائمًا تمرير سلالته الجينية إلى الجيل التالي. ولكن، عند زراعة القنب للتدخين، فإن آخر شيء نريده هو وجود بذور في محصولنا. يبذل نبات القنب الملقح كمية كبيرة من طاقته في إنتاج بذور صحية، مما يقلل من كمية الطاقة التي كان يجب ان يوجهها نحو نمو أكبر وأكثف و انتاج ترايكومز أكبر. والنتيجة هي محصول أقل بكثير و بتركيز أقل من الكريستالات مما يعطيك تأثيراً ضعيفاً على الرأس وإنتاج أقل بكثير من التربينات والنكهات. و قد تصل نسبة THC في النباتات الخنثى الى % 7 ، على عكس الانثى العذراء الغير ملقحة وتكون نسبة THC في اغلب السلالات المهجنة الحديثة اكثر من %15. و النباتات الخنثى كتيرة البذور وموجودة في مصر والسودان والمغرب وتصلح لاستخراج الحشيش او الكيف او يمكن تدخينها بعد ازالة البذور من ازهارها لكنها كما ذكرنا سابقاً ضعيفة التأثير لذلك يقوم المزارعون بتحويلها إلى حشيش معجون لزيادة تركيزها.
ما الذي يسبب تحول نبات القنب إلى خنثى؟
هناك سببان للتخنث في نباتات القنب – العوامل الجينية و التوتر الذي يصيب النباتات من البيئة المحيطة. بعض سلالات القنب لديها استعداد جيني أكبر للتحول إلى خنثى، مثل السلالات الصافية من الساتيفا أو التي تكون فيها نسبة الساتيفا غالبة تكون لديها فرصة أكبر للتحول لخنثى مقارنة بالسلالات الإنديكا. سلالات الساتيفا التايلاندية على وجه الخصوص، لديها أعلى معدلات الخنوثة من أي سلالات تم دراستها حتى الآن.
و بغض النظر عن مدى الإستعداد الجيني الذي قد يكون لدى سلالة معينة للتخنث، فإن كل نبات قنب لديه فرصة لأن يصبح خنثى تحت تأثير الإجهاد المباشر. إذا شعر النبات المزهر أن الظروف البيئية غير ملائمة للإزهار أو التلقيح، فقد يتحول إلى خنثى ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة كبيرة. بعض عوامل الإجهاد لها تأثير مباشر على فرص تحول نبات القنب إلى خنثى، ومن أبرزها:
- الضرر الجسدي لبنية النبات الذي قد يحدث نتيجة لكسر أو تقليم جائر
- التغذية الزائدة أو الناقصة يجب أن يتم استهلاك السماد بشكل دقيق
- الإجهاد الحراري (يحدث عندما تسقي محصولك بماء يكون باردًا جدًا أو حارًا جدًا)
- الانقطاعات في فترة الإضاءة وعدم انتظام جدول الضوء
- تسرب الضوء إلى منطقة النمو
- ارتفاع أو إنخفاض الحرارة المستمر في غرفة الزراعة
- نقص الري أو الري الزائد
- الإصابات بالآفات أو العفن أو الفطريات أو الفيروسات
- الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية أو الفطرية
- التأخر في حصاد المحصول
- تواجد نبتة قنب ذكر في مكان قريب من الأناث حتى لو كان الذكر قد زرع قبل الاناث بفترة طويلة حيث أن حبوب اللقاح قد تعلق في جدران الخيمة أو غرفة الزراعة لذلك يجب تنظيف المكان جيداً بالماء والصابون قبل زراعة الاناث.
ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان عدم تحول نباتاتك إلى خنثى؟
أهم خطوة قد تفعلها هو تقليل أو تجنب أي من المواقف المسببة للإجهاد المذكورة أعلاه قبل وأثناء فترة الإزهار. توفير الظروف البيئية المثلى هو المفتاح، وكذلك إجراء أي تدريب على النبات خلال مراحل النمو الخضري أو ما قبل الإزهار وأن تحاول قدر الإمكان تجنب اجراء تدريب او تمرين قاس في فترة التزهير. في الأساس، يجب عليك تحضير النبات جيدًا قبل أن تبدأ الزهور في التكون بشكل صحيح، وإلا فقد تواجه مشكلة الخنوثة. الحفاظ على منطقة النمو نظيفة قدر الإمكان سيساعد في تقليل فرص الإصابة بالآفات أو العفن أو الفطريات أو الفيروسات، والوقاية دائمًا هي أفضل أداة لمواجهة هذه المشكلات. يجب أن تجري فحوصات يومية على النباتات لتقوم بحل أي مشكلات أو أمراض قد تحدث على الفور ولا تترك المشاكل لتتفاقم.
تحقق بانتظام من جميع المؤقتات التي لديك للتأكد من عدم حدوث انقطاعات أو تغييرات غير متوقعة في فترات الإضاءة، وقم بتأمين منطقة النمو من تسرب الضوء قدر الإمكان. إذا كان لديك أي أنظمة آلية أخرى، مثل مؤقتات للري بالتنقيط أو تحكم في درجة الحرارة والرطوبة، فيجب أيضًا فحصها للتأكد من عملها الطبيعي على الأقل عدة مرات في الأسبوع. ري المحصول بمحلول مغذي متوازن بشكل صحيح مهم للغاية، لذا تأكد من الاستثمار في مقياس pH جيد وقلم TDS أو EC. معرفة كمية الماء والمغذيات الصحيحة التي يجب إعطاؤها للنبات تعتمد على نمط الزراعة الخاص بك وكمية الخبرة التي تمتلكها. بالنسبة للمبتدئين، نقترح دائمًا البدء بالزراعة في الكوكو أو في التربة، والتي يجب عليك سقيها حتى ترى حوالي 25% من الجريان الزائد يخرج من اسفل الحوض.
الفرق بين النباتات الذكرية والأنثوية
النباتات الذكرية تنتج أكياس صغيرة تحتوي على حبوب اللقاح على طول فروعها. هذه الأكياس اللقاحية تكون عادة صغيرة ومصممة للفتح وإطلاق حبوب اللقاح في الهواء، والتي بدورها تلقح الزهور الأنثوية. و لا تعتبر النباتات الذكرية ذات قيمة كبيرة لأنها لا تنتج أزهاراً ولا تصلح للتدخين ولا تعطي تأثيراً على الرأس. في الواقع وجود النباتات الذكرية يمكن أن يكون ضارًا للمحصول، حيث أن تلقيح النباتات الأنثوية يؤدي إلى إنتاج بذور داخل الزهور، مما يقلل من جودة المحصول.
النباتات الأنثوية هي التي تقوم بإنتاج “أزهار” أو “براعم” على طول فروعها. هذه الأزهار تكون مغطاة بالغدد الراتنجية التي تحتوي على الترايكومات والتربينات، وهي المسؤولة عن التأثيرات والنشوة في الدماغ والقيمة الطبية والترفيهية للقنب. و يفضل المزارعون تجنب تلقيح هذه النباتات لكي تبقى أزهارها خالية من البذور وتكون ذات جودة أعلى لذلك يقومون بالتخلص من النباتات الذكرية بعد رؤيتها على الفور.
شكل الأكياس الذكرية مثل الكرة المتطاولة وشكل الأزهار الأنثى التي تحتوي شعيرات
ماذا تفعل إذا وجدت أن أحدى نباتاتك قد تحولت إلى خنثى؟
إذا بدأت واحدة أو أكثر من نباتاتك في إظهار خصائص جنسية ذكورية وأنثوية معاً في بداية مرحلة الإزهار، فلديك خياران متاحان. إذا كان النبات يظهر فقط بعض الأكياس اللقاحية الذكرية القليلة، ويبدو أن المشكلة في منطقة صغيرة ولم تنتشر إلى النبات بأكمله، فيمكنك محاولة إزالة الأكياس بعناية. يمكنك استخدام الملاقط لهذه المهمة، فقط كن حذرًا جدًا لعدم فرقعة الأكياس الذكرية. هذا لا يضمن لك أن نمو أكياس ذكرية جديدة سيتوقف إذ قد تستمر النبتة في انتاج الاكياس، ولكن هناك فرصة أن يتوقف نمو الأكياس الذكرية وأن يستمر النبات في الإزهار الأنثوي الطبيعي من بعد قصك للأكياس الذكرية فصاعدًا. هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، لأنك قد تفوت بسهولة واحداً من الأكياس اللقاحية الصغيرة فقد يكون مختبأً ولم تستطع رؤيته و يمكن لهذا الكيس الصغير أن يقوم بتلقيح المحصول بأكمله. وهذه كارثة.
الممارسة الأخرى والتي نوصيك بها هي إزالة النباتات الخنثى من المحصول والتخلص منها بالكامل. هذا يضمن عدم وجود أي فرصة لها لتأثر على باقي المحصول.
أما إذا لاحظت تشكل الأكياس الذكرية في نهاية فترة الإزهار، ورأيت بعض الأكياس الذكرية تخرج من الأزهار على شكل الموز ونسميها نانرز (Nanners)، لديك خيار آخر قابل للتطبيق ويتمثل في عزل النبات عن بقية المحصول، وإزالة الأكياس اللقاحية بعناية قدر الإمكان، وحصاد الزهور مبكرًا… بالطبع، ستلتقي ببعض البذور داخل الأزهار، لكن ما الفائدة من إهدار كل هذه الزهور الرائعة التي بذلت جهدًا كبيرًا في زراعتها لمجرد أنها تحتوي على بعض البذور؟ هذه الزهور صالحة تمامًا للتدخين، ويمكن استخدامها في صنع الأطعمة أو المستخلصات.
ماذا تفعل بالبذور التي تحصدها من النباتات الخنثى؟
هذه مسألة مثيرة للجدل بين مزارعي القنب. يقول البعض إن البذور من النباتات الخنثى يجب أن تُلقى في سلة المهملات وتُنسى، بينما يعتقد البعض الآخر أنه بما أن البذور تحتوي على جميع المعلومات الجينية من الأم، فهذا يعني أنه إذا كنت تزرع بذرة مؤنثة تحولت إلى خنثى، فعلى الأغلب أن البذور يجب أن تكون مؤنثة أيضًا. شيء يجب أن تضعه في اعتبارك هو أن جميع البذور المنتجة من النبتة الخنثى سترث أيضًا العلامات الجينية للخنوثة، لذلك إذا كنت ترغب في القضاء على فرص ظهور الخنوثة في غرفة الزراعة الخاصة بك، فعليك التخلص من تلك البذور والبدء ببذور مؤنثة.
عاشت ايدك